#العراق_ينتفض: هل تنجح وعود المسؤولين في تهدئة الشارع؟

من جهة أخرى، لا يزال سبب اختفاء تلك المدينة، من بين أكبر الألغاز المحيطة بها، في ضوء أن غالبية المدن الكبرى التي عرفها الإغريق قديما لا تزال مأهولة بالسكان حتى الآن، مثل أثينا وأسبرطة وكورنث.
وتزايد الغموض الذي يكتنف هذا الأمر، في ضوء أنه بدا غير معتاد بالنسبة لمدينة كبيرة في حجم تينيا، التي كان يقطنها على الأرجح قرابة مئة ألف نسمة، أن يهجرها الناس بالكامل، خاصة في ظل عدم وجود أي كتابات تاريخية توضح سبب ذلك.
يتبنى فريق كوركا نظرية في هذا الصدد، مفادها بأن الأمر مرتبط بغزو القوط الغربيين لليونان القديمة عام 397 قبل الميلاد، وذلك لنشر المسيحية والاستيلاء على ثرواتها بحسب مؤرخين.
ويعزز هذا التصور العثور على عملات تخص القوط الغربيين في المنطقة. ورغم أن الفريق عثر على أدلة تفيد بأن تينيا ظلت آهلة بالسكان بعد 200 عام تقريبا من ذلك الغزو، فإن المؤشرات توحي بأن المدينة كانت قد فقدت بحلول ذلك الوقت غالبية ثروتها، إذ أن المكتشفات الأثرية التي تعود لتلك الحقبة كانت أقل قيمة وفخامة من تلك التي كانت تنتمي للحقب السابقة على ذلك. وبعد قرنين من الغزو، لم يعثر العلماء على شيء، كما قالت كوركا.
إحدى محطات رحلتي على متن سيارة إيلينا كوركا تمثلت في دير بديع من العصر البيزنطي يقع في بقعة تطل على منطقة جبلية وسهل، يُفترض أن تينيا كانت تقع تحتهما. هناك قال لي أحد أفراد فريق البحث والاستكشاف الأثري: "نعتقد أن سكان المدينة فروا إلى التلال هنا، عندما غزا السلاف أو الصقالبة المنطقة".
المعروف أن القبائل السلافية هاجمت هذه المنطقة بالفعل، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين السكان، ما دفع أهل تينيا على ما يبدو لاعتبار أن التلال أكثر أمنا. في ذلك الوقت، كانت هناك الكثير من القنوات المائية المحيطة بالمدينة. ونظرا لأن أحدا لم يعد يعتني بهذه الجداول، فقد فاضت مناسيبها وكست تينيا بطمي، تحول في النهاية إلى تراب وطين غطيا المدينة تماما.
على أي حال، أدى اكتشاف تينيا إلى فك طلاسم الكثير من الألغاز، مثل الموقع الذي كانت توجد فيه، والسبب المحتمل لنزوح سكانها منها. لكن الفريق يعتبر أن ما لم يُكتشف بعد، هو ما يكتسي بطابع أكثر إثارة. فأفراده يتوقعون أن يعثروا خلال السنوات المقبلة على مزيد من المنازل والمعابد، وكذلك على مسرح وساحة دائرية من تلك التي كان يلتقي فيها المزارعون في بلاد الإغريق قديما.
وشكلت هذه الساحات - التي تُعرف الواحدة منها باسم "أغورا" - مراكز إدارية ودينية وتجارية للمدن التي كانت توجد فيها. ويقول أحد الباحثين: "الأمر يشبه رأس جبل الجليد، ونحن لم نلمس سوى حافته بالكاد. سوف تواصل هذه المنطقة إماطة اللثام عن مكتشفات مثيرة للاهتمام على مدار الأعوام المئة التالية".
قال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إن الحكومة ملتزمة بتقديم الفاسدين في البلاد للقضاء.
ودعا عبد المهدي، خلال كلمة له أثناء جلسة طارئة للحكومة نقلها التلفزيون العراقي، القوى السياسية إلى التعاون لتوفير جميع شروط الإصلاح.
وأشار عبد المهدي، إلى عدة مقترحات لتقديم حزمة من الإصلاحات التشريعية والمالية والإدارية استجابة لمطالب المتظاهرين، وأضاف: "سنبحث دعم المشاريع وتخصيص قروض للمشاريع الصغيرة وفتح التطوع للجيش".
ومن أبرز القرارات التي تم اتخاذها، "فتح باب التقديم على الأراضي السكنية لذوي الدخل المحدود، واستكمال توزيع قطع سكنية للمستحقين".
كما تضمنت قرارات الجلسة الاستثنائية تعزيز رصيد صندوق الإسكان لزيادة المقترضين وإعفائهم من الفوائد، فضلاً عن منح 150 ألف شخص ممن لا يملكون القدرة على العمل منحاً شهرية وإنشاء مجمعات تسويقية حديثة أو ما يعرف بالأكشاك في بغداد وغيرها من المحافظات، لتوفير فرص العمل للشباب.
كان العراق قد شهد يوم السبت 5 أكتوبر يوما داميا جديدا مع استمرار المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد.
وقالت مصادر إن المتظاهرين أحرقوا مقرات أحزاب سياسية وفصائل من الحشد الشعبي، في حين هاجم مسلحون مجهولون مباني قنوات فضائية.
وقد أعلنت مفوضية حقوق الإنسان الحكومية في العراق ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى نحو مئة قتيل معظمهم من المتظاهرين وإصابة نحو أربعة آلاف شخص، وهو ما دفع رئيسي الجمهورية والحكومة إلى المطالبة بمحاسبة المتورطين في استخدام العنف.
وأفادت مصادر طبية بأن معظم المتظاهرين قتلوا بالرصاص، وأشارت إلى أن ستة من رجال الشرطة قتلوا في هذه المظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد وعدة مناطق في جنوب البلاد ذي الغالبية الشيعية.
من ناحية أخرى، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مساء الجمعة إلى استقالة الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة.
وقال الصدر في بيان "أحقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة" من خلال إجراء "انتخابات مبكرة بإشراف أممي، فما يحدث (...) لا يمكن السكوت عليه".
ويدعم رجل الدين الشيعي كتلة "سائرون" التي تصدرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2018 بحصولها على 54 مقعدا من أصل 329.
كما دعت المرجعية الدينية الشيعية العليا الحكومة والبرلمان إلى تحمل المسؤوليات والاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وكان رئيس الوزراء العراقي أمر الجمعة برفع حظر التجول في العاصمة بغداد بدءا من الساعة الخامسة فجر يوم السبت.
وللمرة الأولى، اتهمت قوات الأمن "قناصة مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصر الأمن في بغداد، ورفضت اتهامات لها باستخدام القوة المفرطة وجهتها منظمات حقوقية.
في غضون ذلك، أيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المتظاهرين قائلا "صوتكم وصل، رسالتكم وصلت".
وأضاف "إذا لم أر الدولة متجهة نحو تلبية طموح الشعب وبعث الأمل في نفوسهم، سأنزع سترتي وتجدوني أول شخص بين المتظاهرين"، ودعا المحتجين إلى المجيء لمجلس النواب.
كما أعلن الحلبوسي تشكيل لجنة عليا لبحث مطالب المتظاهرين، وقدم مقترحات لتوظيف الشباب وتقديم مساعدات اجتماعية جديدة.
وكان مجلس النواب العراقي أخفق في عقد جلسة لمناقشة مطالب المتظاهرين بسبب مقاطعة كتل نيابية، أبرزها كتلة "سائرون".
من جانبها، أكدت الرئاسات الثلاث في العراق اتخاذها إجراءات عاجلة من شأنها تلبية مطالب المتظاهرين.
وسارت مظاهرات أخرى في محافظات النجف وميسان وذي قار وواسط والديوانية وبابل والبصرة، لكن الهدوء يطغى في شمال بغداد وغربها، وهي مناطق تسكنها غالبية من العراقيين السنة، وكذلك في إقليم كردستان.
كان الحراك الاحتجاجي قد انطلق بعد دعوات للتظاهر تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بتفشي الفساد والبطالة وانهيار الخدمات العامة والنقص المزمن في التيار الكهربائي ومياه الشرب.
ولم يكن خطاب رئيس الوزراء الأول الذي توجه فيه إلى الشعب العراقي مقنعا للمتظاهرين، وانتقد كثيرون إدارة الحكومة للأزمة والتعامل القاسي ضد المتظاهرين من قبل القوات الأمنية.
من جانبها دعت الأمم المتحدة إلى وضع حد للعنف الذي اجتاح العراق خلال الأيام الخمسة الماضية.
وقالت جانين هينس بلاشارت، ممثلة أنطونيو غوتيريش الخاصة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، إن المسؤولين عن الخسائر الفادحة في الأرواح يجب أن يمثلوا أمام العدالة.
يذكر أن هيئة الاتصالات والإعلام العراقية وجهت تحذيرا قبل أيام لوسائل الإعلام بضرورة توخي الدقة والمصداقية في نقل الأحداث الجارية في العراق، وعدم بث أو نشر ما سمتها إشاعات تروج لها بعض منصات التواصل الاجتماعي.

Comments

Popular posts from this blog

एक कत्ल और 12 बातें : दोस्ती, दिल्लगी और दीवानगी, शैलजा के पति को क्या 'सब कुछ' पता था

هيومن رايتس ووتش: واشنطن ترحّل عراقيين وتهددهم بالسجن

ما علاقة الخلاف بين قطر والسعودية بالدوري الإنجليزي الممتاز؟